الأحد، 22 أبريل 2012

الحلول لمشكلة ورد النيل

اختلفت الطرق والمكافحة واحدة ولمكافحة انتشار ورد النيل تلجأ بعض الدول ومن بينها نيجيريا إلى المكافحة الميكانيكية، بينما تلجأ أخرى ومنها بنين إلى المكافحة البيولوجية، فيما تلجأ دول أخرى من بينها مصر إلى الجمع بين الاثنين. وعن المكافحة الميكانيكية يقول د/ يحيى فياض أستاذ المكافحة البيولوجية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة إنها تتم بواسطة بعض الماكينات التي تقوم باجتثاث ورد النيل وتفتيته، وقد كلفت هذه الماكينات نيجيريا 1.75 مليون دولار في الثمانينيات.
أما المكافحة البيولوجية فتتم باستخدام الأعداء الطبيعيين للنبات من الحشرات، وقد ابتكر حديثا "بيترنو نشفاندر" الخبير بالمعهد الدولي للزراعة المدارية ببنين طريقة استخدام الخنافس التي يتم وضعها على ورد النيل لتأكله، وقد سجلت هذه الطريقة نجاحا ملحوظا يفوق المكافحة الميكانيكية، إلا أنها لم تنجح في القضاء عليه نهائيا؛ ذلك لسهولة تكاثره الخضري بالتجزئة فأي جزء ينفصل منه يتكاثر ويصبح نباتا جديدا.
وحيث إن مشكلة ورد النيل من الصعب عمليا القضاء عليها نهائيا، هذا بالإضافة إلى أن ذلك يكلف الدول أموالا طائلة قدرتها إحصائيات وزارة الموارد المائية المصرية بـ 150 مليون جنيه مصري سنويا، لذلك كان لا بد من البحث عن جوانب إيجابية لهذا النبات وهو ما فكرت فيه د/ هدى الحسيني بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني. حيث تمكنت الباحثة من إنتاج أعلاف حيوانية منه لتضرب عصفورين بحجر، فمن ناحية كافحت انتشار النبات برفعه من المجاري المائية عبر خلق حافز للمواطنين لاصطياده، ومن ناحية أخرى ساهمت في سد الفجوة العلفية بمصر في ظل اتجاه عام لتقليص مساحات البرسيم لصالح تحقيق اكتفاء ذاتي من القمح.
تقول د/ هدى إنه بعد إجراء العديد من الدراسات حول ورد النيل وجد أنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين الخام تصل إلى 13.6%، كما يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المختلفة مثل الألياف 24.8%، والبوتاسيوم 3.29%، والكالسيوم 1.43%، والماغنيسيوم 1.16%، والحديد 0.17%، بالإضافة 1.5% دهون وهي عناصر مفيدة جدا لتغذية الحيوان.
ولإنتاج الأعلاف من ورد النيل توجد 4 صور حيث يصعب تقديمه للحيوان بصورته الطازجة لاحتوائه على نسبة من العناصر الثقيلة بالإضافة إلى بعض المواد القلوية المهيجة. الصورة الأولى هي "الدريس"، ويجهز بفصل الجذور واستبعادها مع الإبقاء على الأوراق والسيقان وتجفيفها بواسطة الشمس لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 30 يوما مع التقليب كل يومين، وبعد ذلك يمكن إحلالها في غذاء الحيوان محل جزء من دريس البرسيم بنسبة لا تزيد عن 50%. وقد وجد تشابه كبير بين دريس ورد النيل ودريس البرسيم من حيث المكونات الغذائية.
أما الصورة الثانية فهي استخلاص البروتينات من النبات عن طريق عملية العصر؛ حيث إن العصير الناتج يحتوي على جزء من البروتين والكربوهيدرات الذائبة، وهذه المواد يمكن استخلاصها وتستخدم كإضافات بروتينية في أعلاف الدواجن، أما مخلفات عملية العصر فيمكن إدخالها في علائق الأغنام بنسبة لا تزيد على 40%.
أما الصورة الثالثة فتتمثل في إدخال ورد النيل إلى الأعلاف المتكاملة المستخدمة في تسمين العجول أو تغذية ماشية اللبن، ويجب ألا تزيد نسبته في هذه الأعلاف عن 50%.
وأخيرا الصورة الرابعة وهي حفظه واستخدامه في صورة أعلاف غير تقليدية "سيلاج" والذي يجهز باستبعاد الجذور وتقطيع النباتات إلى قطع من 3 إلى 5 سم ثم تترك في الهواء لتجف حتى تصل نسبة الرطوبة بها من 65 إلى 60%، ويفضل خلط ورد النيل في هذه الحالة مع بعض المواد الخشنة الأخرى بنسبة 20% كما يتم إضافة المولاس بنسبة من 5 إلى 10% من وزن المخلوط الكلي.
وحتى يمكن استخدام ورد النيل في تغذية الحيوانات، وتوجد عدة ضوابط وشروط حددها د/ محمد نويتو الأستاذ بالشعبة البيطرية بالمركز القومي للبحوث عندما سألناه عن تقييمه لاستخدام ورد النيل كعلف للحيوانات، ومن هذه الضوابط عدم استخدام ورد النيل كمصدر غذائي وحيد للحيوانات بل يجب تقديمه للحيوانات مع المواد العلفية الأخرى بنسبة لا تسبب ضررا للحيوان، كما أنه يقدم للحيوان بصورة متدرجة حتى لا يتسبب في حدوث اضطرابات معوية له.
ويجب عند التغذية به إضافة نسبة من العليقة المركزة لا تقل عن 60% حتى لا يحدث فقد في وزن جسم الحيوان، وعدم إعطاء دريس ورد النيل للحملان الصغيرة بعد الفطام مباشرة بل يجب الانتظار حتى مرور 6 أشهر. وأخيرا يجب التخلص من الجذور واستبعادها من عملية التغذية؛ لأن العناصر الثقيلة والسامة تتركز بها.
وباتباع تلك الضوابط يمكن استخدام ورد النيل كعلف آمن للحيوانات يسد جزءا من الفجوة العلفية، ويوفر على الدول المبالغ الضخمة التي تنفق على مكافحته.

ورد النيل. مشكلة مازالت تبحث عن حل.
ورد النيل مشكلة قديمة تحتاج إلي حلول عاجلة، خاصة مع ازدياد معدل استصلاح الأراضي، وثبات حصة مصر من مياه النيل، هذا النبات الذي يلتهم كميات كبيرة من المياه ويمنع وصولها لنهايات الترع والمساقي أثبتت الدراسات أنه يمكن الاستفادة منه اقتصاديا بتحويله إلي أعلاف حيوانية. الغريب أن أجزاء واسعة من بحيرات إدكو والبرلس وغيرها أصبحت غابة خضراء تعوق حركة مراكب الصيد. المشكلة تبحث عن حل والحل في أيدي مسئولي الري.
ففي كفر الشيخ: أدي عدم تطهير المجاري المائية خاصة الترع والمصارف بالمناطق البعيدة ومجري نهر النيل فرع رشيد في العديد من المناطق إلي ظهور ورد النيل بكثافة شديدة حتي تحول إلي مشكلة حقيقية لأنه يلتهم كميات كبيرة من مياه الري ويمنع وصول المياه إلي جميع الأراضي خاصة الواقعة في نهايات الترع والمصارف خاصة بمراكز دسوق والحامول وبلطيم والرياض وفوه وقلين الغريب أن ورد النيل قد ظهر أيضا في أجزاء كبيرة من بحيرة البرلس خاصة في الجزر المقابلة للمنطقة الصناعية ببلطيم وأمام رافد الطريق الدولي الساحلي مما يؤدي إلي إعاقة حركة مراكب وقوارب الصيد في العديد من مناطق البحيرة بخلاف الأحواش والبوص كما ظهر ورد النيل في مصر كتشنر رغم أن مياه هذا المصرف من مياه الصرف الزراعي والصناعي تصب فيه أكثر من 32 مصنعا بالمحلة الكبري وكفر الشيخ مما أدي إلي تلوث مياه هذا المصرف الذي يتم استخدام مياهه لري أكثر من 100 ألف فدان بمراكز الرياض والحامول وبلطيم ويعتبر من أهم مصادر بحيرة البرلس بالمياه حيث يصب في البحيرة في نهايته.


ويطالب عمر جمال عوض بالبحث عن مصادر بديلة لمياه الري أو استخدام المياه الجوفية ومنع استخدام مياه الري في أي أغراض أخري ووقف ري جميع المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الملوثة نظرا لخطورتها علي الصحة العامة للمواطنين ووقف أي أنشطة مخالفة يتم استخدام مياه الري فيها علي أن تقوم وزارة الري بازالة جميع الحشائش وورد النيل من المجاري المائية وتنفيذ خطة لتطهير هذه الترع والحفاظ علي مياه نهر النيل.
يقول المحاسب رمضان خليفة عضو المجلس المحلي للمحافظة رئيس لجنة الخطة والموازنة إن المزارعين بالمحافظة يعانون من نقص مياه الري اللازمة بحي الزراعات خاصة الأراضي الواقعة في نهايات الترع خلال فترة الزراعات بعد ظهور ورد النيل بكثافة شديدة في العديد من المناطق والمجاري المائية.
ويطالب بوضع خطة عاجلة للتخلص من ورد النيل وتطهير هذه المجاري المائية لضمان وصول المياه إلي جميع الزراعات والحفاظ علي مياه الري وعدم التسبب في إهدار كميات كبيرة منها بصفة سنوية.
ويضيف محمود السيد عطية مزارع أن ورد النيل تسبب في تلف العديد من المحاصيل لعدم وصول المياه إلي جميع الأراضي رغم تنفيذ خطة لمناولة المياه بين المناطق والترع خلال فصل الصيف حيث يلتهم ورد النيل كميات كبيرة من المياه وأدي تقاعس وزارة الري عن تطهير المجاري المائية إلي تفاقم هذه المشكلة وارتفاع كثافة ورد النيل بكميات كبيرة في جميع المناطق وإهدار كميات كبيرة من مياه الري التي أصبحت نادرة في العديد من المناطق مثل قري معذور وشباب الخريجين بالرياض والحامول والأراضي المستصلحة ببلطيم وهي مشكلة تحتاج إلي حلول عاجلة، ويؤكد صبري محمد رسول أن وزارة الري تسببت في هذه المشكلة.
أما في البحيرة أدي غياب الرقابة علي عمليات تطهير المجاري المائية إلي منع وصول المياه إلي نهايات الترع بسبب انتشار ورد النيل.
المهندس قطب سلامة رئيس لجنة الري والصرف بالمجلس المحلي يشير إلي خطورة نبات ورد النيل لاستهلاكه كميات كبيرة من المياه تقدر بنحو لتر يوميا للنبات الواحد إلي جانب إعاقته لحركة المياه مما يسبب مشاكل في الري حيث يمنع وصول المياه بكفاءة نهايات الترع والمساقي كما يتسبب النمو المطرد لورد النيل في تقليل محتوي المياه من الأوكسجين الذائب.
ويؤكد أن مشكلة ورد النيل تبدو أكثر وضوحا في الترع الفرعية والمساقي الخاصة والتي تعاني الاهمال وينمو فيها ورد النيل والحشائش فضلا عن المخلفات مما يشكل سدودا تعوق عمليات الري.
ويوضح أن الجزء الأكبر من المشكلة يعود إلي تراجع دور الجمعيات الزراعية، فقديما كان بامكان المزارعين التعاون فيما بينهم وعمل محضر اجتماع وطلب معدة (كراكة) لتطهير الترعة الخصوصية علي أن يتحمل كل مزارع نصيبه في التكلفة طبقا لمساحة أرضه لكن اليوم قلما تحدث اجتماعات بخصوص هذا الشأن كما يشير ضعف الروابط الموجودة بين المزارعين لعدم الوعي بأهمية العمل المشترك مما يحتم احياء فكرة روابط تحسين الري بحيث تتولي كل مجموعة الاشراف علي المجاري.
أما جلال عبد العزيز البربري المزارع بكفر الدوار فيؤكد أن عمليات التطهير تتم بصور عشوائية حيث يفاجأ المزارع بقيام الكراكة بقطع مسافة كبيرة من الترعة دون تطهير حقيقي للقاع من الرواسب خاصة إذا لم يحصل علي الاكرامية من المزارعين الأمر الذي يستلزم تشديد الرقابة وتنفيذ أعمال التطهير خلال فترة السدة الشتوية والتي تخلو فيها الترع من المياه لضمان الاداء الجيد للمعدة كما يكشف عن بعد آخر لمشكلة ورد النيل موضحا أنه عند قيام الري بتطهير الترع من خلال الكراكات يتم إلقاء نواتج التطهير من ورد النيل والحشائش والبوص والطين علي جانبي الطرق المرصوفة مما يعرضها للتلف.
من جانبه يري الدكتور عبد الرازق تاج الدين أستاذ تغذية الحيوان بكلية الزراعة بدمنهور أنه يمكن بمعالجة بسيطة الاستفادة من نبات ورد النيل وتحويله إلي علف حيواني بعد خلطه وفرمه بمصاصة القصب ومخلفات الموز واضافة الحجر الجيري والمولاس والملح بنسب محددة إلي جانب الاعلاف المركزة.
ويوضح أن ورد النيل يحتوي علي نسب بروتين قد تصل إلي 16% يمكن عصره واستخراج (التفل) لتغذية الحيوانات الكبيرة أما العصيرة فيتم ترسيب البروتين بواسطة المعاملة بالحموضة وادخاله في علائق الدواجن والأسماك.

أما الدكتور عبده السايس أستاذ المصائد بمعهد علوم البحار فيوضح أن انتشار ورد النيل والحشائش بصورة كبيرة في المسطح المائي الحر لبحيرة ادكو يمنع الحركة الدوارنية للمياه وتجددها مما يستلزم توفير المعدات والكراكات لتطهير البحيرة لكنه يعود ليؤكد أن لورد النيل فائدة أخري حيث يمكنه امتصاص كميات كبيرة من العناصر الثقيلة مثل الرصاص والكاديوم الموجودة بالمياه إلي جانب استهلاكه لأملاح النترات والفوسفات مما يحسن من جودة ونوعية مياه المصارف التي تغذي البحيرة فضلا عن مساعدته علي الحد من وجود الهائمات النباتية وعليه فيجب عند الحفاظ علي نسب تقدر بـ 16% من المسطح المائي للبحيرة والسماح لورد النيل بالنمو فيها حفاظا علي التوازن الطبيعي للبحيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق