الأحد، 22 أبريل 2012

تجارب مشجعة للاستفادة من ورد النيل

تعاني الدولة من ورد النيل حتي أصبح يعاني منها الفلاحون والصيادون بسبب إهدار كمية كبيرة من مياة النيل وإعاقتها لمراكب الصيد في المجاري المائية ومصبات البحيرات الذي يستغل مساحات واسعة دون ان يكون لها أي مردود أقتصادي. لذا قام فريق علمي من كلية العلوم بجامعة بنها وعلي رأسهم الدكتور عاصم محمود حسن أستاذ النبات بالكلية بالبحث والتجارب العملية حتي أصبح هناك حلاً يسير ولا يحتاج الي مساحات واسعة أو نفقات كبيرة ويمكن أيضا أن يكون لهذا الحل مردود أقتصادي عالي من خلال مقاومة ورد النيل والاستفادة منه.

ويقول الدكتور عاصم إن أصل ورد النيل جاء من البرازيل عن طريق مهندس ري انجليزي كان يعمل بمصر في عهد الخديوي عباس وأحضره منه كنبات زينة لجمال زهرته.

وبعد ذلك انتشر في المجاري المائية في مصر وخاصة عند البحيرات والمصب. ولكن اشتدت المشكلة وتفاقمت بعد بناء السد العالي لبطء حركة المياه في النيل.

ومن هنا فكرت في حل لهذه المشكلة. وبالدراسة وجدت أن معظم الدول التي تعاني معنا من هذه المشكلة تحاول مقاومته والاستفادة منه ولكنها تستفيد منه كنبات كامل مثل أمريكا فهي تستخدمة في تنقية مياه الصرف بعمل احواض متدرجة بها للنبات فينقي المياه ويجعلها عذبة صالحة للشرب وبعض الدول الاخري تستخدمة كعلف للحيوانات لكن رغبة في الاستفادة من كل جزء في النبات.وعن كيفية الاستفادة من كل جزء من هذا النبات يشرح الدكتور عاصم فكرته بأنه بعد تشريح النبات وجد انه يمكن الاستفادة من كل جزء منه فكل جزء يختلف اختلافاً جذرياً في تركيبه ومن هنا توصلت الي فكرة المشروع فكي تتم والاستفادة من النبات يجب تجزئته وكل جزء يستخدم في المكان الأمثل له فالنبات يتكون من ساق صغيره قزمية بصليه وهي مغمورة بالماء وتغطيها الاوراق وتنقسم الورقة الا جزءين النصل وهو يشبه البرسيم في تركيبه ويصلح كعلف للحيوان وخاصة الارانب، ونسبة البروتين فيه تصل الي 16% ولايحتوي علي أي املاح وقد جربنا تغذية الأرانب به وجاءت النتائج مبهرة، وجربنا ايضاً تجفيفه عن طريق احد مصانع العلف حيث يجفف نصل الاوراق ويضاف بدلا من المكون البروتيني في العلف أما عنق الاوراق فهي اما مكورة او اسطوانية وهي عبارة عن كتلة ليفيه لا يوجد بها أي تركيب آخر، والاستفادة المثلي منها هي عمل فحم نباتي مسامي التركيب وعملية تصنيع هذا الفحم بسيطة للغاية وتتم بتجميع الاوراق وتغليفها بورق الالومنيوم لمنع وصول الاكسوجين اليها ويتم تسخينها في الفرن لمدة 3 ساعات، كما يمكن الاستفادة منه كمسحوق لحماية الفاكهة من الجفاف عند التصدير، وتحضيره بسيط جداً عن طريق تجفيف الاوراق وطحنها.

وعن استخدام ورد النيل في صناعة الورق والكرتون يوضح الدكتور عاصم ان استخدامه في هذا المجال لم يعط نتائج جيدة لقصر أليافه، ولكن نجحنا في انتاج الواح شبه فلينية لاستخدامه كعازل للصوت في استوديوهات التسجيل.

وبالنسبة للساق فيصفه بأنه ساق تشبه رأس الخس وتقبل عليه الحيوانات ويدخل في الاعلاف، يخرج من الساق مدادات في كل اتجاه هذه المدادات تتكون عليها سوق صغيرة ومنها ينبت النباتات الجديدة من ورد النيل وهذه المدادات ثبت انها تصلح كعلف.

والجزء الأخير هو الجذور وهي غزيرة ممتده وطويلة وريشية الشكل، ويكون كتلة ضخمة لا يمكن الاستفادة منها كعلف ولكنها تحتوي علي نسبة عالية جداً من الاملاح الثقيلة ويمكن استخدامها في تنقية مياه الصرف الصحي والزراعي كما يحدث في امريكا ويمكننا ايضا الاستفادة من هذه الجذور بتجفيفها هوائياً وطحنها واستخدامها كتربة صناعية (البينموس)، وقد نجحنا في زراعة نباتات زهرية كثيرة عليها ويمكننا استخدام النبات ايضا كمخصبات زراعية لاستصلاح الاراضي الصحراوية لان هذه الاراضي تفتقد للاملاح والمواد العضوية يعمل كمبوست من النبات كامل بدون الجذور يوضعه في مكامير لانتاج الكمبوست (لكنه أقل كفاءة(.
.ويؤكد الدكتور عاصم ان نبات ورد النيل يحتوي علي املاح ثقيلة وهذه الاملاح تحتوي علي كمية كبيره من عنصر (الفانديوم) وهو من العناصر المهمة في صناعة الصلب وقد طلبت اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا اثناء اجراء التجارب بتزويد مصانع الصلب برماد ورد النيل لاستخلاص هذا العنصر.

وإذا كان هذا رأي المتخصصين في ورد النيل بأنه ثروة قومية يجب استغلالها فلماذا لم نستفد منه حتي الآن، وخاصة أن هذه الابحاث كانت في التسعينيات من القرن الماضي ولم يلتفت اليها المسئولون في وزارات الري والزراعة والبيئة. فهل ستظل حبيسة الادراج. ويظل ورد النيل متهما؟!

أهم مخاطر هذا النبات والمشاكل البيئية :-

1- يؤثر على نوعية المياه ويقلل محتواها من الأوكسجين وينتج عنها بيئة غير صالحة للأنواع الإحيائية الأخرى النافعة ويشجع نمو أحياء أخرى ضارة .

2- يستهلك هذا النبات كميات كبيرة من المياه إذ يقدر استهلاك النبات الواحد حوالي لتر من الماء يوميا .

3- يقوم بإعاقة الملاحة من خلال تكوين مسطحات كثيفة من النباتات المتشابكة والمتراصة .

4- يسبب ضغط كبيرا على الجسور العائمة المنصوبة على الأنهار مما يؤدي إلى إزاحتها وتحطيمها وهذا ماحدث فعلا في جسري ناحية الزبيدية وقضاء العزيزية ضمن محافظة واسط عام 2001 م .

5- يحجب وصول ضوء الشمس إلى الأحياء الأخرى التي تعيش في الماء وخاصة الهائمات النباتية التي التي تشكل القاعدة الأساسية للنظام البيئي والغذائي الأساسي للهائمات الحيوانية والأسماك مما يسبب خللا في التوازن الدقيق للشبكة الغذائية .

6- إعاقة عمليات الري من خلال غلق ومنع جريان مياه الري في الجداول الضيقة وكذلك يقوم بغلق مضخات الري والبزل عن طريق دخول اجزاء منه بداخلها.

7- إزاحة النباتات المائية المستوطنة الأصلية عن طريق التنافس معها والتغلب عليها

8- إحداث زيادة كبيرة في كميات المواد المتحللة الناتجة عن موت أجزاء من النبات وسقوطه إلى قعر الماء لينتج عنه بعد ذلك تغير وإخلال في النظام البيئي .

9- إن وجود هذا النبات وبهذه الكثافة وخاصة في قناة الجيش ومنطقة الرستمية في نهر ديالى أصبح ملاذا آمنا ومأوى لتكاثر أنواع من الذباب والبعوض والقواقع التي تعتبر الوسط الناقل لمرض البلهارسيا , فضلا عن انه يشكل بيئة مناسبة لإيواء التماسيح والثعابين

10- استخدام مؤخرا في الصيد الجائر للأسماك , وذلك عن طريق تجديد المساحة المراد التعدي عليها بأخشاب طويلة , ووضع نبات ورد النيل داخلها لينمو ويتكاثر بصورته السرطانية ليتم بعدها نقل الدواجن والحيوانات الميتة إلى داخل المياه ووضعها أسفل ورد النيل فتكون عاملا لجذب الأسماك التي يسهل حينئذ صيدها دون النظر إلى التلوث النتائج عن وجود هذه الحيوانات النافعة داخل المياه

المصادر

علاء عبد الله ورد النيل مشكلة مازالت تبحث عن حل . الأهرام اليومى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق